صحيح العقائد الإسلامية



من رسالة : إنجاح حاجة السائل في أهم المسائل
فصـل 
في تقرير التوحيـد وبيـان أقسـامـه 

  
1-  إن الحكمه من خلق الجن والإنس هي عبادة الله وحده وترك عبادة ما سواه لقوله تعالى :- ] أيحسب الإنسان أن يترك سدى  [ ، ] أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون  [ ، ] وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون [  قال ابن عباس :- ( إلا ليوحدون ) ، وقال : ( كل أمر بالعبادة ) فالمراد به التوحيد ، فالتوحيد أول ما يجب معرفته على المكلف فهو أول واجب وآخر واجب وأول ما يدخل به الإنسان الإسلام وآخر ما يخرج به من الدنيا وعليه في القبر السؤال.( [1] )

2-   

2- والعباده لغة : - مأخوذة من الذل ، يقال طريق معبد أي مذلل .

  وأما شرعاً :- فهي إسم جامع لكل مايحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة اللازمة والمتعدية لقوله تعالى:- ] الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون [ .



3- وهي قائمه على ركنين هما :-  أ - غاية المحبة               ب - مع غاية الذل والخضوع للمحبوب .( [2] ) 



4- وينقسم التوحيد بحسب الاستقراء([3] ) وكلام العلماء إلى ثلاثة أقسام : -

أ- توحيد الربوبية وهو : - إفراد الله بأفعاله كالخلق والملك والتدبير والرزق لقوله تعالى :- ] قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت و يخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون [ .

ب - توحيد الألوهيـة وهـو :- إفراد الله بأفعال العباد كالصلاة والذبح والنذر لقوله تعالى :-] قل إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالين لاشريك له وبذلك امرت وأنا أول المسلمين [ .  



ج - توحيد  الأسماء والصفات وهـو :- أن نصف الله بما وصف به نفسه في كتابه أوعلى لسان رسـوله مـن غير تحريف ٍولاتعطيل ومن غير تكييف ولاتمثيل لقوله تعالى :- ] ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه [, وقوله :- ] ليس كمثله شيئٌ وهو السميع البصير [ , ] وله المثل الأعلى في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم [.([4] )    



5– فتوحيد الربوبية قد أقر به المشركون ولم يدخلهم في الإسلام بل قاتلهم النبىّ صلى الله عليه وسلم واستباح دماءهم وأموالهم وديارهم وسبى نساءهم لقوله تعالى : ] ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله [ ,

وقوله :-  ]ومايؤمن أكثرهم بالله إلاوهم مشركون [  فهو وإن كان من الواجب فإنه لايأتي بالواجب ([5]) لقوله e :- ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله , ويقموا الصلاة ويؤتوا الزكاة , فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام , وحسابهم على الله ). متفق عليه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما .

6- فلذا كان الأمر بالتوحيد مقدماً على كل أمر سواه كالصلاة والزكاة والحج والصيام وسائر شرائع الإسلام العظام لقوله تعالى : - ] وما أمر إلاليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيِّمة  [  وقد أقام النبي e ثلاث عشرة سنة يدعو إلى التوحيد ولم تفرض الصلاة إلا في السنة العاشرة على أحد القولين ولما أرسل معاذاً إلى اليمن في السنة العاشرة من الهجرة قال له : ( إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم  إليه شهادة أن لاإله إلا الله) , وفي رواية : ( إلىأن يوحدوا الله ) , وفي أخرى : ( إلى عبادة الله ) , ثم ذكر الصلاة بعد الأمر بالتوحيد ثم الزكاة ...الخ الحديث وكلها في  صحيح البخاري .

7- كما أن الشرك والنهي عنه مقدم على كل تحريم ونهى عداه كنكاح الأمهات والأخوات ووأْد البنات وأكل الميتة وشرب المسكرات لقوله تعالى :- ] قل تعالوا أتلو ما حرم ربكم عليكم أن لا تشركوا به شيئاً [ , ثم ذكر سبحانه تحريم القتل بغير حق وسائر الفواحش الظاهرة والباطنة . ([6])          









[1] )   ) راجع تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد ( ص 29 ) .
        , الإنتصار لحزب الله الموحدين  للشيخ العلامة عبدالله أبا بطين .

[2]  )  )  العبودية لشيخ الإسلام ابن تيمية ، مجموعة التوحيد ( 1 /  162 - 164 ) .

[3] ) ) راجع تعليقات الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله تعالى على : ( متن الطحاوية ) .

 (4 ) مجموعة التوحيد ( 1 / 5 ) .

[5]))  مجموعة التوحيد  ( 1 / 170 ) , الدرر السنية في الأجوبة النجدية  ( 2 /24 -  10 /97 – 98  ) .
6) )  الدرر السنية  ( 2/32 ،121  ، 272 ).



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق